تخطى إلى المحتوى

تدمر كل شيء ..سبعة حماقات يرتكبها رواد الاعمال اثناء ادارة المشاريع الناشئ

تدمر كل شيء: سبعة حماقات يرتكبها رواد الاعمال اثناء ادارة المشاريع الناشئة

العلاقة بين رواد الاعمال وادارة المشاريع هي اما علاقة تقود الى نجاح شامل او فشل ذريع. بالنسبة الى رواد الاعمال، فإن تأسيس المشاريع الناشئة فن أما ادارة المشاريع الناشئة ففن آخر.

بداية الامور من الصفر لها علومها وادواتها، ولكن ادارة هذه الامور وتنميتها وتكبيرها وترسيخ اقدامها بالتوسع في الاسواق، هذا امر يتطلب احتراف ادارة المشاريع بأعلى مستوى.

وأفضل طريقة يتعلما بها رواد الاعمال أساسيات ادارة المشاريع الناشئة، هو تسليط الضوء على ” الأخطاء ” التي يتم ارتكابها في ادارة المشاريع، والتي تتحول الى انهيارات كبرى تشهدها الشركات التي كان من المفترض ان تكون ناجحة بسبب قوة الفكرة وكفاءة العاملين والموظفين، الا ان نماط ادارة المشروع تولّد عنه اخطاء ادت الى انهيارات في الآداء بشكل واسع.

هنا نسط الضوء على سبعة ” خطايا “ يرتكبها رواد الاعمال اثناء ادارة المشاريع، حتى تتجنّب الوقوع فيها.

أخطاء رواد الاعمال في ادارة المشاريع الناشئة

من بين الكثير من الاخطاء التي يرتكبها بعض رواد الاعمال في ادارة المشاريع الناشئة، خصوصاً رواد الاعمال المبتدئين، تظهر هذه الاخطاء القاتلة:

عدم اعادة استثمار الارباح في تنشيط العمل

بمجرد أن تبدأ الشركة في تحقيق بعض الأرباح، يرتكب رواد الاعمال الخطأ القاتل الشهير في ادارة المشاريع. يبدأ رائد الاعمال في الحصول على ارباح الشركة، وتحسين حياته الشخصية بشراء سيارة فارهة او منزل كبير او الذهاب الى عطلات باهظة الثمن.

هذا من حقّك طبعاً، لكنه يعتبر خطأ قاتلاً في الشركات الصغيرة والمتوسطة. في مرحلة بداية شركتك، بمجرد حصولك على أرباح كافية يجب عليك ان تستغلها وتعيد استثمارها في العمل مرة اخرى لضمان تطوير الاداء على المدى الطويل.

تخيل ان تستخدم أرباح شركتك في شراء سيارة، بدلاً من ان تستخدم نفس الربح في افتتاح خط انتاج ثانٍ مثلاً، او تحسين آداء العمليات في الشركة!

الركض المحموم وراء التوسّع المبكر

التوسّع Scaling up هو أساس نجاح اي بيزنس، وهو المرحلة الطبيعية للنمو. ما المشكلة في ذلك ؟ حسناً، المشكلة ان توسيع نطاق عمل شركتك قبل أن يكون لديك موارد اساسية كافية، مثل تدفق الاموال وحقوق الملكية الفكرية والاسهم والتدفق الربحي، الى جانب الهيكل الاساسي الموجود في الشركة مثل الموظفين الرئيسيين واقسام الادارة وانظمة العمل وخطوط التوريد وغيرها.

ان تذهب للتوسّع وانت لا تمتلك أساسيات قوية في شركتك الناشئة تسمح لك بالتوسّع، فالأمر سيؤدي بك الى كارثة حتمية.

لا يعني هذا ان تصرف النظر، أو ان تبالغ في التراجع عن اتخاذ خطوات توسعية. ولكن كن حريصاً متى تتوسّع، استهدف نمواً قوياً في شركتك الأساسية، حتى ولو كان بطيئاً بعض الوقت، ثم ابدأ في الانتشار. وليس العكس.

استهداف زيادة المبيعات حتى لو كانت على حساب النفقات

الكثير من الصناعات في المجالات التنافسية العالية، مثل البناء والعقارات، تميل بشكل كبير الى مطاردة ” المبيعات ” Turnover على حساب النفقات، فكـرة التدفق النقدي ووجود حركة شراء ومبيعات مستمرة، وبالتالي تشغيل العاملين لديها وزيادة أطقمها العاملة، بغض النظر عن دراسة الشركة لحاجتها الفعلية لزيادة نفقاتها.

النظر فقط يكون انه طالما لدينا مبيعات جيدة، فلا داعي للتدقيق في النفقات التي ننفقها بتوظيف المزيد من الموظفين او شراء المزيد من المكاتب او الاجهزة غير الضرورية، بحجة ان لدينا بالفعل تدفق نقدي قوي.

هذا غير صحيح، وأول تعثر سيظهر في نمط العمل او تراجع التدفق النقدي، سيؤدي الى ظهور مشكلة عنيفة، عندما تكتشف الشركة انها مضطرة لدفع مستحقات اكبر مما تتحمل ، ومستحقات ترفيهية مثل الاجازات السنوية والتأمينات ضد الاصابات والضرائب وغيرها.

بمعنى آخر، زيادة المبيعات في شركتك، لا تعني ان تفتح الباب لزيادة النفقات بالضرورة في أمور لا تؤثر بشكل مباشر في سير العمليات.

يجب ان تكون دقيقاً في التوازن بين زيادة المبيعات، وما تحتاج شركتك لإنفاقه المرحلة المقبلة للحفاظ وزيادة المبيعات، دون تبديد الاموال في جوانب غير ضرورية.

عدم تهيئة هيكل العمل بشكل صحيح منذ البداية

اكبر خطأ ان يقوم رواد الاعمال بتأسيس وادارة المشاريع على أساسيات خاطئة. ستحتاج الى محاسب او محامي جيد لتقديم النصح لك بخصوص أفضل طريقة لهيلكة عملك لتحقيق أهداف شركتك منذ إنطلاقها.

سوف تحتاج الى المُبرمج والمصمم الذكي الذي يؤسس لك نمط برمجي متماسك يضمن وجود جيد لك في السوق في مراحلك الاولى. ستحتاج الى الآخرين لبناء قاعدة عمل جيدة ومتماسكة يمكنك البدء منها.

قد يكلفك الأمر بعض المال في البداية، ولكنه ضروري للغاية لتحقيق الامر بشكل صحيح. تأسيس شركة بناء على اساسيات صحيحة ومتماسكة هي أهم ذخيرة لك في الانطلاق، خصوصا فيما يتعلق بالامور القانونية والضريبية والمحاسبية وتخليصات الاوراق اللازمة.

الانغماس في اعمال تفوق قدرات الشركة

يحدث هذا كثيراً للشركات الناشئة التي يؤسسها مؤسسون متحمّسون، يضطلعون بأعمال كبيرة تفوق قدراتهم في مرحلتهم المبكرة، فتقودهم الى اخفاقات كبرى.

تقوم بتقديم وعود كبيرة، ثم تقدم القليل جداً منها، فيعزف العميل عن التعامل معك مرة أخرى، فتفقد عميلاً وراء عميل.

تراكم الاعمال، بدون انجازات حقيقية لعملها سيؤدي الى مشكلة قطعاً. قد يكون تراكم الاعمال مغرياً لتحقيق ربح قصير الاجل، ولكن عند إكماله بمستوى ضعيف، سيؤثر هذا الآداء على العمل طويل الأجل، بعزوف المزيد من العملاء او شهرتك في السوق بإعتبارك تقدم منتجاً او خدمة غير جيدة.

فضلاً عن التشققات والصدوع التي ستحدث للموظفين الذين تطالبهم بالكثير من الضغوط لاستكمال اعمالهم دون مردود حقيقي للمجهود الهائل الذي يقومون به.

من الضروري أن توازن بين اندفاعك للحصول على اعمال وعقود وطلبات لمنتج او خدمة شركتك، وبين قدرتك على انجازه بالشكل الصحيح.

من المهم أيضاً أن تضع حداً أقصى لما تستطيع ان تقدّمه للحفاظ على الجودة والآداء، حتى لو اضطررت الى رفض بعض الطلبات التي ستجلب لك ربحاً ، في مقابل تقديم خدماتك بمستوى متواضع تدفع لاحقاً ثمن انتقاده.

الاعتماد على عميل رئيسي واحد

قد يكون ذلك قاتلًا بكل المقاييس، خصوصاً لو كان العميل الرئيسي لمشروعك هو جهات حكومية، وذلك لأن تغيير الحكومة أو سياسة الحكومة يمكن أن يعني نهاية عملك.

الا ان القاعدة نفسها تسري على أي شركات أخرى، تعتمد على عميل واحد فقط منها، فإذا حدث اي فشل في الاتفاق مع هذا العميل ، او اختلاف في وجهات النظر ، او مشاكل حادة ، فهذا يعني ان شركتك ستفشل ايضاً لانه لا يوجد غيره.

خذها كقاعدة وضعها كافة محللي الاعمال: الاعتماد على عميل رئيسي واحد هو ” مخاطرة عالية ” قد تؤدي الى انهيار شركتك، مهما كان آداءك جيداً في النواحي التنظيمية والادارية، ومهما كانت خصائص مشروعك جيدة ومتقدمة.

دورك، ان تبحث عن شبكة من العملاء بشكل محموم، يضمن لك استمرار شركتك في الانتاج، حتى لو خسرت عميلاً او اثنين او خمسة او عشرة.

الفشل في إعداد خطط العمل

الخطا الذي يشير له ” ستيفن كوفي ” بأنه : خطأ البداية مع عدم وضع تصوّر للنهاية ! .. خطة العمل ضرورية، وتجعلك أثناء اعداداها تكفر في جميع مجالات العمل وتخطط لكافة النتائج المتوقعة، سواءً كانت جيدة أو لا.التخطيط المرن والصحيح سيجعلك تضع أمامك خريطة واضحة لمسارات العمل. باختصار، هناك علاقة وثيقة بين ضعف تخطيط الاعمال وفشل الشركات.

الفشل في ادارة التدفق النقدي

التدفق النقدي Cash Flow هو الامر الحيوي الاساسي لكافة العمليات التجارية. يمكنك تشبيه المال بأنها الدم الذي يسري في الجسد، عند نفاد الدم في الجسد يموت، وعند استنفاد النقود في الشركة تموت.

من الجيد جداً ان تظهر الارباح في حسابات شركتك، لانها دلاله انها حية ، وانك ستعيد استثمار الارباح مرة اخرى في تنميتها وتغذيتها. لكن الخطأ – كل الخطأ – ان تتحول هذه الارباح لشركتك، الى نقد في حسابك الشخصي المصرفي.

هذه الارباح لشركتك، تظل لشركتك وتنميتها، أما حسابك الشخصي فتزداد ارباحه وفقاً لحصة معينة واضحة.

أخيراً.

الاخطاء التي يرتكبها رواد الاعمال في ادارة المشاريع الناشئة هي السبب الأول في قتل الشركات الصغيرة والمتوسطة. الادارة الخاطئة في التعامل مع الموظفين ، نقص الخبرة ، التعامل مع التدفق النقدي ، التعامل مع النفقات ، ادارة الخبرات ، ادارة الازمات.

نبتة الشر الاساسية في فشل الشركات في كافة فروعها هو ان هناك ادارة سيئة فيها، فتبدأ في مرحلة الركود ثم الانطفاء ثم الاندثار. سواءً كانت هذه الشركة ذات فكرة رائعة ، او موظفين أكفّاء